الزواج بداية الطريق لتكوين لبنة اجتماعية وهي الأسرة ولا بد أن تكون هذه الأسرة قائمة على أُسس متينة أهمها الشراكة الصحية بين الطرفين، ومع تطور العلم وبالأخص هندسة الجينات أصبح بالإمكانية معرفة الأمراض الوراثية التي تتسبب في خلق جيل معتل صحياً، ولتفادي هذا الأمر نصحت الهيئات الصحية في جميع دول العالم الأزواج بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج من أجل الحد من انتشار تلك الأمراض.
وتعد المجتمعات العربية بشكل عام من المجتمعات التي يشيع فيها زواج الأقارب ضمن نطاق القبيلة أو العشيرة أو العائلة والأسرة الواحدة، وهذه الأنواع من الزيجات معرضة لحد كبير إلى ظهور العديد من الأمراض الوراثية حيث يتوقع إحصائياً أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفلاً بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال الخمس والعشرين سنة من عمره، مثل عيب خلقي شديد، وتأخر في المهارات و تأخر عقلي، وتسعة من هؤلاء المصابين بهذه الأمراض يتوفون مبكراً أو يحتاجون إلى البقاء في المستشفيات لمدة طويلة أو بشكل متكرر.
ويستند الفحص الطبي قبل الزواج على إجراء لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية كالتلاسيميا وبعض الأمراض المعدية مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي B و G ونقص المناعة المكتسب "الإيدز"، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الأخر في الزواج أو الأبناء في المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحياً.
ويهدف الفحص الطبي قبل الزواج إلى:
- الحدّ من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية (التلاسيميا- التهاب الكبد الوبائي- الإيدز)
- التقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع.
- تقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم.
- تجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها.
- رفع الحرج الذي لدى البعض في طلب هذا الفحص.
- نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل.
- بالفحص الطبي يتأكد كل من المخطوبين من مقدرة الطرف الآخر على الإنجاب وعدم وجود العقم.
إن عقد الزواج عقد عظيم يبنى على أساس الدوام والاستمرار، فإذا تبين بعد الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض فإن هذا قد يكون سبباً في إنهاء الحياة الزوجية لعدم قبول الطرف الآخر به.