تحلم كل فتاة بأن تعيش قصة حب مع فارس أحلامها المنتظر، أو أن تملك قوام إحدى عارضات الأزياء أو نجمات السينما وأن تعيش حياتها المترفة، وتنال الجوائز على ابداعها.
ضناً منها أنها السعادة المطلقة، ففي الواقع يضعنا المجتمع في إطار لا يمكن الخروج منه، إطار يربط قيمة الفرد كفرد بالشباب والجمال والمال والسلطة والعلاقات الرومانسية، فإن كانت قيمتك الذاتية ترتكز على هذه العوامل الخارجية ستبقين طوال حياتك تنظرين إلى نفسك بنظرة دونية ولا تقدرين شخصك لما هو عليه، وستنظرين دائماً إلى ما يملكه غيرك وتتمنين امتلاكه.
هل نشأت مع أقارب أفضل منك في كل شيء؟
أو مع أهل حجموا أفكارك، أفعالك وأحلامك؟
هل تعرضت للمضايقات في المدرسة؟
هل ظننت أنك وحيدة وغير محبوبة يوماً؟
هل استمرت هذه المشاعر حتى الرشد وتوسعت لتطال عملك وشركاء حياتك؟
لربما هو الوقت المناسب لتكوني صادقة تجاه نفسك، ولتتوقفي عن إخفاء مشاعرك عبر تناول الطعام والشراب، أو التسوق بكثرة لتناسي حزنك وألمك، فقد حان بالتأكيد وقت أن تفهمي المعنى الحقيقي وراء حبك لنفسك.
إليك ما يعنيه حب الذات هو لا يعني بكل تأكيد أن تجعلي من نفسك فقط محور العالم وأن تسعي خلف ما تريدين على حساب أذى الآخرين، تقدير الذات ليس شيئاً يمكنك ابتياعه مع سيارة جديدة أو ملابس جديدة. حب الذات لا يعني أيضاً أن تكوني سعيدة دوماً من دون أن تجربي الحزن أو الغضب أو أي مشاعر سلبية.
حب الذات يعني أن تتوقفي عن تعيير نفسك بما لست أنت عليه، أن تتوقفي عن الحكم على نفسك وتوبيخها بقسوة، وأن تتوقفي عن الانتقاد الدائم لشكلك ولحياتك عامة، هو يعني أيضاً أن تبتعدي عن كل شخص يعرضك للأذى، أن تواجهي من جرحك يوماً، أن تبحثي عن وظيفة تناسب قدراتك ومواهبك.
حب الذات هو أن تتقبلي أن الشعور بالألم هو خطوة أساسية للتعافي من كل جرحٍ وأنه يمكنك أن تبكي على كل ما مررت به من أسى في طفولتك أو في حياتك عامة، قد يعني أيضاً أن تجدي الشخص المناسب ليساعدك على تكوين طاقة إيجابية تجاه نفسك.
أحياناً نجد تصديق كل ما نراه في نفسنا من سلبيات أسهل من تقدير الذات وتصديق أننا نستحق الحب، نقطة الانطلاق تكون دائماً بتغيير نظرتك لنفسك وأفكارك تجاه ذاتك والباقي سيصلح نفسه بنفسه.
من الطرق المفضلة لتغيير رأيك بنفسك هو تعلم الوثوق بحدسك وأحاسيسك، إن كنت ستحبين نفسك، من الضروري أن تثقي بها، بحدسك وبالصوت الموجود في داخلك والذي كنت تتجاهلينه لسنوات.
تواصلي مع نفسك قدر المستطاع وبالطريقة التي تناسبك كالصلاة أو التأمل مثلاً وستكتشفين أنك محبوبة على الرغم من السيئات التي تجدينها في نفسك، وعندما تلمسين هذا الحب غير المشروط الذي يتوفر للجميع في كل الأوقات، عندها فقط ستسامحين نفسك لأنك غير كاملة وستحسنين معاملة ذاتك والآخر.