نحن نعيش في مجتمع مليء بالمتناقضات، ففي الوقت الذي نبحث فيه عن أحدث الطرق والابتكارات والعلاجات لسلامة أجسادنا وللحفاظ على صحتنا، نستنكر فكرة وجود طبيب نفسي من شأنه أن يساعدنا على تجاوز المحن والأزمات والاضطرابات السلوكية والمزاجية التي تصيبنا جراء العديد من الأحداث اليومية التي نمر بها.
ففي الوقت الذي نهتم بصحة الشعر والوجه والعينين وسلامة المعدة وأحدث طرق التنحيف، نتجاهل حالتنا النفسية وانعكاساتها على سلوكنا وصحتنا، علماً أن العديد من الاضطرابات المزاجية والسلوكية يمكنها أن تؤثر على صحتنا بشكل أكبر من تأثير العوامل الجوية والأطعمة المختلفة.
ولو تحدثنا عن أبرز العوامل النفسية التي تنعكس سلباً على الصحة لوجدنا أن التوتر يحتل المرتبة الأولى، فالضغوط الكبيرة والروتين عاملان أساسيان للضغط النفسي والتوتر، هذان العاملان قد يؤديان لحدوث تشنجات وانقباضات في عضلات الجسد، ولاضطرابات في سلوكنا وتعاملنا مع الوسط المحيط، ولكن هناك عدة أنشطة من شأنها أن تساعدك على التخلص من التوتر والعصبية، وسنساعدك في التعرف عليها:
التنظيف:
صدق أو لا تصدق، فالمشاركة في الأعمال المنزلية تفرغ الطاقة السلبية وتقضي على الشعور بالتوتر والضغط العصبي، لذا فكر جدياً في مساعدة زوجتك في تنظيف المنزل واحصل على الراحة النفسية دون الحاجة لزيارة طبيب نفسي.
يمكنك أن تتولى تنظيم أغراضك الخاصة مثل طي ملابسك وكي القطع التي تحتاج للكي، وترتيب الأوراق والأغراض الخاصة بعملك، وكذا يمكنك المساعدة في ترتيب رفوف الألعاب والكتب الخاصة بالأطفال، أو حتى تنظيف غرفة المعيشة وكنسها بالمكنسة الكهربائية، قد تشعر في البداية بنوع من التعب بسبب المجهود البدني غير المعتاد بالنسبة لك، ولكن ستشعر براحة نفسية كبيرة فور الانتهاء من التنظيف.
ممارسة اليوغا:
هذه الرياضة أصبحت رائجة جداً في الوقت الحالي، ومن السهل أن تعثر على مدرب يوغا متخصص ليعلمك بعض الأوضاع التي تحقق الاسترخاء الذهني والعصبي، إن ممارسة اليوغا أيضاً تقضي على آلام الجسم الناتجة عن الإجهاد والتوتر العضلي.
الركض:
من أكثر الرياضات المحبوبة وغير المكلفة، تساعد على طرد الأفكار السلبية من رأسك من خلال جولة واحدة في الجري لفترة زمنية مقبولة "حسب طاقتك ولياقتك البدنية"، لذا احرص على أن تمارس هذه الرياضة بانتظام وستحصل على الصفاء الذهني والاسترخاء العقلي، وكذلك ستحصل على جسم أكثر رشاقة وجاذبية، .أنت فائز في كل الأحوال بممارستك رياضة الجري.
الألعاب القتالية:
فكر في ممارسة بعض الرياضات القتالية مثل الكونغ فو والكاراتيه و"الكيك بوكسنج" و"التاي تشي"، فهي تخلصك تماماً من الطاقة السلبية وتزيد ثقتك بنفسك وتنمي سرعة التفكير لديك وتجعلك تنجح دوما في العثور على نقطة توازن.
التقليل من شرب القهوة والمنبهات:
المشروبات التي تحتوي على الكافيين تتسبب في ارتفاع ضغط الدم مما يزيد التوتر والضغط العصبي، والتقليل منها سيجعلك تشعر فورا براحة ذهنية أكبر.
النوم بشكل كاف:
الحرص على النوم بانتظام وبشكل كاف يريح الأعصاب ويجدد الطاقة الذهنية، لذا لا تتنازل عن النوم لأقل من سبع ساعات يومياً مهما كان جدولك مشحونا بأنشطة متنوعة ومختلفة.
الاستماع للموسيقى:
يمكنك أن تشعر بالهدوء والراحة وتتخلص من التوتر والضغط العصبي اذا استمعت لبعض المقطوعات الموسيقية المفضلة لديك، التي ستأخذك بعيدا إلى عالم خيالي بعيدا عن أجواء التوتر والقلق.
ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجتك:
ينتج عن ممارسة العلاقة الحميمة زيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين ، والمعروف أيضا باسم " هرمون الحب" ، الذي يساعد على بناء الثقة وإصلاح المزاج، وهذا يعني أنه يمكن أن تستخدم للمساعدة في تبديد مشاعر الحزن أو الاكتئاب أو الضغوط العصبية.
لذا فإن تمضية بعض الأوقات الحميمة بينك وبين زوجتك يمكنها أن تقضي تماما على شعورك بالتوتر، ولكن بشرط أن تتم العلاقة في إطار من الود والمحبة وبعيداً عن التفكير في المشكلات.
الحصول على إجازة والسفر لمنطقة بعيدة:
ستنجح في التخلص من الضغط العصبي بالابتعاد عن مشكلات العمل وجدول الحياة اليومية وضغوطه، يمكنك أن تحصل على إجازة من العمل وأن تصطحب زوجتك بعيدا عن صخب المدينة ومشكلاتها لمنطقة بعيدة تقضيان بها بضعة أيام للاستمتاع بالاسترخاء والمناظر الطبيعية الجميلة، لتعودا من الرحلة وقد تخلصتما تماماً من الطاقة السلبية والتوتر الذهني.