البحث المتقدم

الطفل

تخريب الطفل بالدلال - 15,Aug 2013

تخريب الطفل بالدلال


الدلال عدو طفلك الأول

على الرغم من وجود الملايين من الأطفال في أرجاء مختلفة من العالم يترعرعون في ظروف فقيرة جداً، إلا أن معظم الأطفال في بلادنا لديهم أكثر بكثير مما يحتاجون إليه.

فالجيل الذي نربيه لا يمكننا تسميته إلا بالجيل المدلل، فنحن لا نرفض طلب لأبنائنا، وهذا ما يتسبب بإفساد الطفل، إن تلبية طلبات الطفل بالأطعمة والألعاب والملابس، لا يمكن على تؤثر على أخلاقه وسلوكه كما هو الإذعان لطلباته وأهوائه، فليس كل ما يطلبه الطفل يمكن أن يناله ويحصل عليه، لأنه مع التقدم بالعمر ستزداد المشكلة كثيراً، والطفل الذي اعتاد الحصول على ما يريده في الوقت الذي يريده، فإنه سيسعى للتمرد والغضب عند عدم تلبية مطالبه.

ويفسد الطفل أيضاً إعطائه المزيد من الخيارات، ففي الوقت الذي يجب تعليمه صنع قراره بنفسه، نقدم له المزيد من الخيارات إن كان بالأطعمة والمشروبات والملابس وغيرها. 

ومن الممكن أيضا إفساد الأولاد بالإفراط في تحفيزهم وإثارتهم زيادة عن اللزوم، فبالرغم من ضرورة تقديم مجموعة متنوعة واسعة من الأنشطة بما يكفي للحفاظ على اهتمامهم وتشجيع خيالهم، إلا أننا سنضرهم لو اعتقدنا بوجوب تزويدهم باستمرار بإثارات وتجارب جديدة، لأنه يجب عليهم أن يتعلموا أن ليس كل شيء متاح لهم للقيام به أو الحصول عليه في الحياة الواقعية.

كلما أفرطنا في لوم أطفالنا استبد الأولاد في البيت والمدرسة، وكلما كبروا في السن فعلوا كل ما في وسعهم للحصول على ما كانوا يريدونه، وسرعان ما تراهم صاروا متهورين، ومراهقين لحوحين وكثيري المطالب، وما كان سابقاَ مجرد حالة استياء سيصبح الآن تمردا لا يمكن السيطرة عليها.

الحكمة هي في الاعتدال ورسم الحدود في التعامل والتعاطي والمنح، فالتربية الصحيحة تكمن في تعليم الطفل وليس تلقينه وحسب، وتعويده الاعتماد على نفسه وليس إعطائه كل شيء.