قد تتحوّل أنانية الطفل، في بعض الحالات، إلى مشكلة لا يستطيع الأهل الحدّ منها، لتتّخذ مع تقدّمه في السن أبعاداً أكثر عمقاً. فهي أداة تمنحه القوة والثقة لأنه لا يثق بنفسه، وعندما يكبر يصبح بخيلآ أو شحيحآ في العطاء وعلاقاته الاجتماعية قصيرة المدى ومحدودة لأنه يركز على ذاته فقط ولا يعرف التضحية فيبتعد عنه الآخرون.
ورغم أنّ الأنانية وحب الذات هي من الغرائز الفطرية التي تولد مع الطفل، إلا أنها تمرّ بمراحل تطوّر قبل أن يتمّ التخلّص منها. فمنذ اللحظة الأولى من ولادته وحتى سن العام ونصف العام، يعتقد الصغير أنه يمتلك كل شيء من حوله. ولكن في عامه الثاني، وحين يتمّ تدريبه على العطاء، يمكن أن يتنازل عن بعض ممتلكاته لأبويه ومع عامه الثالث يمكن أن يتنازل لإخوته، ليسمح في عامه الرابع لأقرانه أن يشاركوه في ألعابه وممتلكاته.
ومع تطوّر إدراك الطفل وتفكيره واكتسابه خبرات مع العالم الخارجي يفصل بين الأنا والأنت ويتعرّف على بعض القيم الإنسانية والاجتماعية التي تفصل بين ملكيته وملكية الآخرين، فيبدأ التنازل تدريجياً عن أنانيته
- يتعلّم الطفل الأنانية من إخوته الذين يستحوذون على الأغراض والألعاب ويمنعونه من مشاركتهم إيّاها.
- التفكّك الأسري أو الطلاق يمنح الطفل قدوة سيّئة ويدفعه إلى حب الذات وعدم التضحية،
- الحرمان الزائد والقسوة يدفع الطفل إلى البحث عن سعادته، بدون التفكير في الآخرين.
-إن الإفراط في الدلال للطفل يجعله غير قادر على مواجهة الأمور بنفسه.
-تنفيذ كل طلبات الطفل وعدم تعوده على قبول كلمة لا كرد على بعض طلباته
فمشاركة الطفل في بعض الأنشطة كالرسم الجماعي أو الألعاب الجماعية والتي تساعد أيضا على الاستمتاع وسط تواجد الأصدقاء تشكّل المفتاح للتغلّب على أنانية الطفل، فهي تساعد على تعلّم صفات هامة تشمل التعاون والاعتماد على النفس وعدم التفكير في الذات فقط. وتحميل الطفل بعض المسؤوليات أو المهام المنزلية، يعزّز لديه فكرة المشاركة والتعاون ويساعده في أن يعرف أنه ليس محور الكون.