إن قدرة الأطفال في السنوات الأولى من العمر وخاصة السنوات الخمس الأولى على التعلم واكتساب المهارات أقوى وأفضل من المراحل العمرية اللاحقة، وثبت أن نمو وتطور الطفل وقدرته على اكتساب المهارات ليست مرتبطة بالعوامل الوراثية فقط إنما تستطيع العوامل البيئية مثل التدريب والتلقين والتعليم والتأهيل على تحسين مهارات وقدرات الطفل.
لوحظت الفوارق بين الأطفال من ذوي إعاقة معينة الذين حصلوا على فرص التدخل والمعالجة المبكرة، وبين الذين لم يحصلوا على هذه الرعاية حيث كانوا أقل حظاً بل إن بعضهم كان بوضع سيء.
فأسلوب الأسرة الفطرية في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة غالباً ما تكون غير مناسبة للتعامل الناجح مع هؤلاء الأطفال، وثبت أن البيئة الأسرية السليمة والتي تم دعمها بالتثقيف والتوعية بماهية الإعاقة عند طفلهم وكيفية التعامل معها أدت إلى نتائج جيدة .
أدى دعم الوالدين إلى تخفيف وطأة الإعاقة عند الطفل، والمشاكل الأسرية الناجمة عن قلة الخبرة بالتعامل مع الطفل المعاق، والاعتقاد الخاطئ أنهم سبب في حصولها وما يتبع ذلك من وضع نفسي عند الوالدين وينعكس على الطفل وقد تسوء حالته النفسية والصحية، فالتدخل المبكر ومعالجة إعاقة في جانب معين من التطور والنمو يحول دون حصول خلل في الجوانب الأخرى من التطور : مثال كشف ضعف السمع مبكراً ومعالجته بالمعينات السمعية يحول دون تأخر النطق والتحصيل اللغوي والمعرفي.
الكشف المبكر لبعض الأمراض مثل قصور الغدة الدرقية ومعالجتها تحول دون حصول إعاقة عقلية عند الطفل.