البحث المتقدم

مواضيع عامة

طقوس رمضان في المغرب - 27,May 2017

طقوس رمضان في المغرب


لكل بلد عادات وتقاليد معينة  تختلف عن دول الجوار، فطقوس الفرح والزواج والأعياد فيها طابع مميز

سنقدم لكم اليوم مقالاً عن طقوس رمضان في المغرب:

اعتادت العائلات العربية التي تقيم في المغرب على مجاراة العائلات المغربية في إعداد أنواع من الحلوى ومنها ما يسمى ”الشباكية” وغيرها من الألوان المغربية الأخرى من الحلوى، كالغريبة وكعب الغزال، وممارسة التقاليد المغربية في تقديم طعام الإفطار الرمضاني أو السحور خصوصا إذا كان ضيوف العائلة من المغاربة وقت الإفطار، لكنها لم تنجح تماما في ذلك، وقدمت شكلا هجينا مما اعتادته من عادات في بلدانها الأصلية، مضافاً إليه بعض المزايا التي تعلمتها من تحضير الحلويات والأطعمة المغربية، والموضوع يبقى موضوع هويات، وأذواق لا يمكن تغييرها بسهولة مهما عاشت هذه العائلات في المغرب من سنوات.

مزج بين التأريخ والحداثة

قسم من المقيمين أمضوا سنوات كثيرة قبل أن يعتادوا هذه العادات، وأخذوا يمارسونها في بلد يحترم أهله هذا الشهر الكريم، ويعتبرونه من أهم شهور السنة، متقربين إلى الله بالصيام والقيام، وارتياد المساجد، وتأدية الصلوات فيه، وترديد الأذكار.

فهم يبدؤون في الاستعداد لهذا الشهر من منتصف شعبان، وذلك بتجهيز بيوتهم بالمواد التي تصنع منها حلوياته، وما يتطلبه من مواد غذائية، وحلوى تستهلك بكثرة خلاله، وبعضهم يؤجل عطلته السنوية، ليحصل عليها فيه.

ترتيب الحلويات وطرائق صنعها وتقديمها على المائدة المغربية يعد ثقافة خاصة بهذا البلد، خصوصا في رمضان، الذي يعتبر بحق شهر صناعة الحلوى وإبداع أشكالها ومذاقاتها.

ويصف الكاتب "عبد الرفيع جواهري"، في كتابه "جامع الفنا": «إحدى المساءات الرمضانية بعد الفطور في مدينة مراكش، قريباً من ساحة الفناء: “في المقاهي المعلقة المطلة على الساحة ستضع رجلا على رجل، ستضع أمامك كأس الشاي البلدي العجيب بحوصلته المنتفخة المليئة بالنعناع الأخضر وسترى أن الساحة من فوق ليست هي الساحة من تحت، ستتناهى إلى سمعك نغمات العيطة، وصدى الطبول وحفيف نقرات “السنتير”، وضجة لذيذة تخترق أدخنة عربات الطعام، ستتلألأ الساحة بفوانيسها تحت ناظريك، وسترى البشر كالنمل يتدافعون بالمناكب حتى ليخيل إليك أنك إذا رميت إبرة سوف تقع على رأس عابر أو عابرة”. بهذا النفس العجائبي تمضي أيام شهر رمضان في مدن المغرب التي تمزج بين التأريخ والحداثة.

الغريبة والشباكية والزلابية من أهم الحلويات التي يستهلكها المغاربة في رمضان

أجمل الأيام في رمضان بهذا البلد، هي تلك الأيام التي تقام فيها الأماسي الثقافية الدينية التي تتم في باحات الجوامع، أو في خزانات المدينة (مكتباتها العامة) فنستمع للمحاضرات الدينية القيمة، وجلسات الأمداح النبوية الشريفة، ومن أكثر الأيام التي أستمتع فيها حين أكون مع زوجي وأولادي خلال شهر رمضان، ونقصد جامعها الكبير للصلاة فيه، ورؤية ساحل المحيط الأطلسي الذي يطل عليه المسجد الكبير.

والفطور على الطريقة المغربية يحتوي “الحريرة”، وهي نوع من الحساء، دسم جداً وتضمنها الكثير من المواد التي لا تهضم بسهولة، ففيها البيض المخفوق والدقيق، والحمص، والعدس، والفاصوليا، والبطاطا وأنواع من البهارات، والمقبلات، وأنواع من الخضار أهمها أغصان السلق.

جوامع المغرب

جامع الحسن الثاني بالدار البيضاء تحفة معمارية بين مساجد المملكة، تزدهي قبته بالآيات القرآنية، وأسماء الله الحسنى، وكل هذا الفن الفريد والخط الجميل، هو من تصميم المعماري والفنان المغربي كمال بيلامين، وهو ذاته الذي صمم صرحاً معمارياً آخر، هو ضريح الملك الراحل محمد الخامس”.

جوامع المغرب مبنية بطريقة تتيح لك الشعور بقدمها، والراحة الروحية فيها، وتشعر أنها قادمة إليك من تراث عمره ألف سنة، حتى الهواء الذي تتنفسه داخلها تشعر بأنه قادم من زمن دولتي الموحدين والمرابطين، وهي دول أقيمت في جغرافيا المغرب قبل قرون، فينتابك خدر ينقلك إلى أسمى الراحات النفسية، التي لم تشعر فيها في أي جامع وفي أي بلد آخر.

وتحفل أيام رمضان في المغرب بالكثير مما لم يألفه المقيمون في هذه البلاد الشقيقة من عادات وأنواع طعام، وتقاليد ثقافية غير معروفة لديهم، أو في الدول العربية والإسلامية الأخرى، التي أقاموا وعاشوا فيها، وهذه حقيقة يشعرها كل وافد جديد.