* الضرب .. الهمجية .. الأعباء الزائدة .. الكلام القاسي، هي مصطلحات تستخدم كثيراً لدى حديثنا عن العنف بشكل عام.
فمظاهر العنف كثيرة ومختلفة لدينا نحن البشر، وإن كان العنف ضد المرأة يأخذ الحيز الأكبر كونها حساسة جداً، ولكن إن تناولنا الموضوع بغض النظر عن الطبيعة الفيزيولوجية للرجل والمرأة، ومقاييس القوة والضعف لاكتشفنا أن العنف ضد المرأة مرفوض بجميع المقاييس حتى الدينية والأخلاقية في المجتمعات البشرية.
من يمارس العنف ضد المرأة هم الرجال، وهم بالمقاييس الدينية قوامون على النساء، ولكن إن تحدثنا بتجرد هل من المقبول أن تمارس العنف ضد أمك مثلاً، أو ضد زوجتك أو أختك، فالكيان الأنثوي لا يتجزأ فمن يرضى العنف لزوجته، فهو يرضاه لأمه، ومن كان يرفض أي مظهر من مظاهر العنف ضد والدته أو ضد أخته فعليه ألا يمارسه على زوجته، هكذا يتحدث المنطق.
تأسست العديد من الجمعيات لمناهضة العنف، ولدعم حقوق المرأة، وتناولت الدراسات والتحليلات أيضاً هذا الأمر، ورغم ذلك لا زلنا نلمس تزايداً في مظاهر العنف، يكاد يوصف بالبربري في كثير من الأحيان، فالعنف الجسدي يكون أخف وطأة من الأذى النفسي الذي يسببه الكلام الجارح والقاسي، ومقاييس التأثر بالكلمات وحتى بالضرب تختلف من امرأة لأخرى، باختلاف البنية الجسدية وطبيعة التفكير أيضاً.
العنف مرفوض بجميع المقاييس، وجميعنا نتفق على هذا الأمر، ولكننا إلى اليوم لم نتفق على أسلوب يقنع الرجل بعدم تبني العنف كسلوك ضد ابنته او زوجته او أمه، هل المشكلة تكمن في المرأة نفسها، أم في المجتمع أم في طريقة التربية ومقاييس الثقافة، أم أن معيار الرجولة في مجتمعاتنا الشرقية لا يكتمل إلا بوجود العنف، قد نحتاج لأبحاث عديدة للتوسع في هذا الأمر.
نحتاج لإعادة بناء لهيكلية حياتنا، نحتاج لإعادة النظر في سلوكنا، نحتاج للتعرف أكثر على هذا الكائن الحساس الذي يسمى المرأة، نحتاج لأشياء كثيرة، قد يعتقد من يقرأ مقالنا أننا نتكلم عن المجتمع الشرقي وحسب، ولكن الدلائل تشير إلى أن المجتمعات الغربية والأوروبية تسجل ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات العنف ضد المرأة، فالمسألة مقرونة بطبيعة الجنس البشري والتفكير الأزلي منذ القدم بمفهوم الرجولة.
وأنت أيتها المرأة كوني نفسك ولا تظهري ضعفك او استسلامك لأحد، فباستطاعتك تحدي الكون بعلمك وبثقافتك وقدراتك، فأنت قادرة على التعلم والعمل أسوة بالرجل وإدارة شؤون منزلك وأطفالك، وتغيير حياتك كما تحلمين وصون نفسك وتقديم المساعدة لغيرك، فأنت مخلوق بشري كامل إياك وإظهار الضعف او الاستسلام.