الصداع هو العارض الأكثر شيوعاً بين البشر ويتفاوت مابين صداع خفيف إلى صداع حاد، والصداع بصفة عامة ليس مرضاً قائماً بذاته، بل هو عرض مرضي، وهو لاشك من أشهر الأعراض لعدة أمراض تصيب كلاً من الجسم والنفس.
والصداع عبارة عن الم قد يكون خفيفاً أو شديداً وقد يشمل كل الرأس أو جزءاً منه وقد يمتد هذا الألم إلى الرقبة وقد يمتد إلى الكتفين أيضاً، قد يستمر الصداع اقل من ساعة أو عدة أيام، وأسباب الصداع ترجع إلى العديد من الظروف فإصابة الرأس بجرح أو تقلص عضلات الرأس، أو خفقان الشرايين التي تغذي فروة الرأس، كلها يمكن أن تؤدي إلى حدوث الصداع، ويمكن أيضا أن يؤدي توتر العين والتهاب الجيوب الأنفية أو أعراض الحساسية إلى الصداع، وفي حالات محدودة للغاية فإن الصداع قد يكون سببه ورماً في الدماغ أو غيره من أمراض الدماغ، وهناك نوعان رئيسيان من الصداع الحاد أو المزمن.
الصداع الحاد :
نادر الحدوث ويستمر لوقت قصير في الغالب ومعظم الأشخاص الذين يعانون من الصداع الحاد يسعون لاستشارة الطبيب بسبب قلقهم من استمرار الصداع الحاد، وفي معظم الحالات فإن الراحة وعدم تعاطي العقاقير، يمكن أن يؤديا إلى إزالة متاعب المريض، أما الصداع المزمن فيحدث بصورة منتظمة، وقد يستمر لبضعة أيام، وتعود أسباب الصداع إلى الأسباب الرئيسية الآتية:
الشقيقة:
واحد من أقسى أنواع الصداع وأشدها ويطلق عليه أيضا الصداع المرضي بسبب الألم الذي يكون مصحوباً بالغثيان والتقيؤ، وقد يكون سبب الصداع النصفي التمدد المتزايد أو التورم أو خفقان شرايين الرأس، وقد تؤدي بعض الأطعمة مثل الشوكولا وبعض أنواع الجبن إلى حدوث مرض الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، ويتكرر الصداع النصفي من حين لآخر ويكون مؤلماً في معظم الأحوال حتى يضطر المريض إلى ملازمة الفراش، وقد يعاود الصداع النصفي مرضاه مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وفي أحوال أخرى فقد تعاود نوبات الصداع النصفي المريض عدة أشهر بل أحياناً سنوات متباعدة، ويسبق النوبة عادة الإنذار لها ظهور أشعة تتراقص أمام العين أو أضواء متوهجة كالومض الخاطف أو يرى المريض بقعة مظلمة في مجال الرؤية.
غالباً ما يصيب الألم جانباً واحداً من الرأس ويعقب ذلك الشعور بالغثيان والميل للقيء، وبعض المرضى يميلون للبكاء وتفرز عيونهم دموعاً غزيرة على الرغم منهم، وقد يكون هناك عدم وضوح في الرؤية أو يحدث تنميل في الأطراف بالذراع أو الأرجل.
يقوم الأطباء في مواجهة الصداع النصفي بوصف عقاقير مختلفة للمساعدة على تقليل ورم الشرايين الدماغية خلال نوبة الصداع النصفي، وقد يلجأ بعض مرضى الصداع النصفي إلى استخدام أسلوب التغذية الحيوية المرتدة، وهي طريقة تعلم السيطرة على عمليات الجسم التي عادة لا تكون تحت السيطرة الطوعية، فقد تعلم الناس كيف ينظمون جريان الدم وضغط الدم، وحرارة الجسم والموجات الدماغية ودقات القلب وغيرها من الوظائف الداخلية لأجسامهم، يسيطر عادة الجزء التلقائي (المنظم الذاتي) بالجهاز العصبي على مثل هذه العمليات آلياً ويمكن للناس أيضاً استعمال التغذية الحيوية المرتدة لكي يتعلموا مرة أخرى كيفية تحريك عضلاتهم التي خرجت عن سيطرتهم نتيجة حادث أو ضربة أو ضرر إصابة الدماغ، ومن خلال أسلوب التغذية المرتدة يمكن لمرضى الصداع النصفي تعلم كيفية رفع درجة حرارة الجسم بأنفسهم وبأيديهم دون معاونة، وهذا الأسلوب من شأنه أن يقلل من اندفاع الدم بصورة غير مباشرة إلى فروة الرأس وهو يعني تقليل انقباضات وخفقان الشرايين الدماغية.
الصداع التوتري:
وهو أكثر أنواع الصداع شيوعاً وهو مرتبط بازدياد توتر عضلات الوجه فعندما يكون الشخص متوتراً أو متعباً أو واقعاً تحت تأثير توتر بدني أو ذهني، فإن هذه العضلات تنكمش وهو ما ينتج عنه الصداع التوتري، ويعاني المريض من الم في الرأس أو في مؤخرة الرأس والعنق ويمكن تخفيف حدة الصداع التوتري باستخدام عقاقير لتخفيف حدة الألم، وأدوية عشبية مثل ورق الغار وحشيشة الحمى ولكن يحذر من تناولها من قبل الحوامل.