الغالبية العظمى من الناس تعاني من العصبية الشديدة في مواقف معينة، ولذا في مثل هذه الحالات تلقى تفسيرات وجوهاً عديدة وتتباين الأسئلة حولها، وقد يؤخذ عن الشخص العصبي انطباعات خاطئة.
يقول أحد أساتذة علم النفس أن: "الغضب، العصبية، الانفعال المتسم بالحدة والعنف، أمر يعتبره البعض طبيعياً لكونه منتشرا بين عدد كبير من الأشخاص، والبعض يعتبره مرضاً نفسياً أقرب إلى الجنون، وهى واحدة من المعلومات الخاطئة حول هذه الحالة النفسية".
وهناك بعض الحقائق الغائبة حول طبيعة الغضب الحاد والانفعال العنيف، فعلى سبيل المثال يعتقد البعض أن اللجوء إلى شرب السيجارة أو الشيشة، أو تناول كوب من القهوة أو الطعام، طرق جيدة للتغلب على العصبية وإيقاف حالة الغضب والانفعال التي تصيب الكثيرين، والحقيقة تتنافى مع هذا الكلام، ففي واقع الحال التدخين وتناول الطعام بكثرة وشرب المشروبات المليئة بالكافيين، تساعد على زيادة الانفعال، وتزيد من وقود غضبه، وعدم تحمل الشخص لهذه النوبة الشديدة التي تنتابه، بل إنها تعمل على زيادتها واحتقان نفسية الشخص الغاضب، فتدخين سيجارة واحدة كفيلة بزيادة حدة غضب الشخص أضعاف مضاعفة لا التهدئة كما هو متعارف.
يعتقد البعض أن الشخص العصبي المنفعل الغاضب شخص سيء، وغضبه إرادي وباختيار منه، ويمكنه إيقافه في الوقت الذي يشاء، ولكنه يختار الغضب ويفضله عن تهدئة النفس، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالشخص المريض بالغضب والانفعال الشديد في كثير من الحالات لا يكون مخيراً بين العصبية والهدوء، بل يحدث أن يصاب بحالة غاضبة لا يمكنه إيقافها، وهى حالة مرضية شائعة جداً ولا يمكن إنكارها، ولا يصح الحكم على شخصيته من خلالها بشكل عام، فالشخص العصبي ليس سيئاً في كل شيء، بل هو شخص مصاب بحالة عصبية يجب مساعدته.
يعتقد البعض أن العصبية "عيب" خارجي وصفة يكتسبها الشخص ويختارها بمحض إرادته، ولكن هذا الكلام عار تماما من الصحة، فالعلم والأبحاث أكدت على أن أغلب المصابين بالغضب والانفعال الحاد، قد يكون ولد مع الشخص، ويشكل جزءً عميقاً وأساسي من الشخصية، أما زيادة حدتها أو نقصانها يعتمد على أسباب أخرى خارجية وفى يد أغلب المرضى.
ونصيحة الأطباء تتلخص بمحاولة تفهم الأشخاص المحيطين بالشخص الحاد الغضب بطبيعة حالته، والعوامل التي تزيد من نوبات غضبه ومحاولة تجنبها، والتحدث معه بشكل هادئ ومساند، حتى وإن تطلب الأمر تدخلاً طبياً فورياً.