انت وحماتك والمشاكسات
تكثر الخلافات بين الكنة والحماة، وتتعدد أسبابها ونشعر بالحيرة من أسبابها.
هناك الكثير من الناس يعتقد أن هذا الخلاف أزلي ومحتم بين الكنة والحماة، وهو لا يعود إلى أن إحداهما سيئة، ولكنه يعود إلى سوء التفاهم بينهما، والشيء الذي علينا التفكير فيه هو ماهية تفكير كل واحدة منهن.
تبدأ الكنة حياتها الزوجية بالتفاؤل والآمال والأحلام الوردية التي كانت تدور في رأسها قبل الزواج، وعندما يتم الزواج تحاول تنفيذ ما كانت تحلم به مع زوجها وتحاول بناء حياتها الخاصة كما تراها هي وزوجها، إن كان من تأثيث منزلها الخاص، وتربية أطفالها كما تحب وطريقة طهي للطعام، ويبدأ الزوج بحصر اهتماماته بزوجته وبيته، وأولاده الذين سيرزق بهم، ويبتعد قليلاً عن أمه وعائلته أو على الأقل هذا ما تشعر به الحماة، وهنا يكمن السر.
تبدأ مشاعر الغيرة عند الحماة، وتتطور هذه المشاعر إن وجدت من يغذيها ويبدأ الصراع بينهما، وكلتاهما يصارعان على حق لهما، وتختلف شدة الخلافات من بيت لآخر، فهناك بعض الحموات مثلاً يبدئن بدس الدسائس على كنتها وبعضهن ينتهي بهن المطاف بالتسبب بطلاق الكنة.
وفي منازل أخرى تكون الكنة هي المحرك للفتن بين زوجها وأهله وأمه، ويكون مسعاها أن تستحوذ عليه وتبعده عن أهله من باب أنها لا تريد المشاكل معهم.
قد يكون الحل من وجهة نظر الكثيرين بالمقاطعة واختلاق المشاكل لقطع أي صلة، وقد يسعى آخرون للتأقلم مع عائلة أهل الزوج أو العكس، مع مزاج الزوجة.
الزوج قد يقع بين نارين، الأهل والبيت فهو يريد الاحتفاظ بالاثنين، أهله الذي عاش معهم فترة طويلة، وبيته الذي يسعى جاهداً لبنائه وتأسيسه.
قد يتخذ الزوج اجراءات قاسية أحياناً لمنع الخلاف من الاحتدام، فيضطر للتعامل مع الطرف الأضعف وهو الزوجة، على اعتبار أن أمه التي أنجبته وربته لا يجوز له إهانتها ولو بكلمة، فهو بذلك يغضب الله.
ولكننا في هذا المقال نخاطبك أنت عزيزتي حواء، بوصفك كنة أو بعد فترة ستصبحين كذلك، هل حاولت التفكير والتمعن بالأمر قبل حصولك، أي قبل زفافك وقبل أن تصبحي كنة.
ما يشاع عن ظلم الحماة أمر خرافي لا يوجد إلا في الروايات والقصص، وإن وجد فهو نادر ولدى فئات قليلة وقد تكون الأسباب نفسية لدى الحماة نفسها الغير واثقة من نفسها ومن تربيتها لأبنائها، باعتقادها أنك سرقت ابنها وأن حبه أصبح لك وحدك وأنها حرمت منه.
هل فكرت أن أمك هي حماة أيضاً لزوجات أخوتك، وأنك في المستقبل ستصبحين حماة أيضاً.
هل خطر ببالك أن تقوم إحدى زوجات اخوتك بإهانة امك، أو افتعال المشاكل معها؟
أسئلة كثيرة أعتقد لو طرحتها على نفسك أولاً.. لاستوعبت المسألة بالشكل الأمثل، ولأتقنت التصرف جيداً في المستقبل.
فكما كنت حريصة عزيزتي على عائلة أهلك وتماسكها، كوني حريصة أيضاً على عائلة زوجك.. هكذا تكون المرأة العظيمة.