البحث المتقدم

الثقافة والمجتمع

تأثير الهواتف الذكية على الذاكرة - 26,Jul 2015



الجميع بدون استثناء يملكون هواتف ذكية، تكاد تكون جزءاً لا يتجزأ من شخصيتنا، بحيث أغنتنا عن الورقة والقلم وأصبحت هي ذاكرتنا المتواجدة دوماً والمتوفرة في أي وقت.

 

 

 

 

 

 

يقول خبراء وأطباء المخ والأعصاب: يتسبب الاستخدام المتواصل والاعتماد الكامل على الهواتف الذكية في حدوث حالات متقدمة مما يطلق عليه "فقدان الذاكرة الرقمي"، ويعني عدم القدرة على تذكر واستعادة أصغر وأبسط الأشياء والمعلومات، نتيجة للثقة الكاملة في أن هذه البيانات محفوظة بالكامل على ذاكرة الجهاز، ويمكن الرجوع إليها في أي وقت دون بذل أي مجهود ذهني.

 

ويرى البعض هذا الأمر من جانب إيجابي، فيقولون إن عدم تركيز الانتباه على حفظ وتذكر التفاصيل البسيطة والصغيرة، قد يترك متسعا في عقولنا لتخزين معلومات جديدة، قد تكون أكثر أهمية، أي أنك ربما لا تتذكرين تاريخ ميلاد إحدى صديقاتك، لكن في المقابل قد تصبحين أكثر قدرة على تعلم إحدى المهارات الصعبة، أو تذكر بعض المعلومات والمفاهيم المعقدة.

 

وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذا الكلام، تبقى الحقيقة المدهشة التي أكدتها بعض الإحصائيات الحديثة، وهي أن نسبة 44% من الناس لا يحفظون أرقام هواتف أشقائهم أو والديهم، وأن 28,9 % من الناس بمجرد أن ينتهوا من عمل بحث عن إحدى المعلومات عبر محركات البحث المختلفة على شبكة الإنترنت، لا يتذكرون أي شيء مما قرأوه.

 

من المؤكد أن الأجهزة التكنولوجية الحديثة بمختلف أنواعها، قد أحدثت ثورة حقيقية في حياتنا، لكن في الوقت نفسه، من المؤسف أن يكون ذلك على حساب فقدان الإنسان لعقله وذاكرته، وأن يجد نفسه في كارثة حقيقية لو فقد هاتفه الذكي فجأة في موقف طارئ، ولم يستطع تذكر رقم تليفون أحد أفراد أسرته للاستغاثة به.،كما أنه من المحرج بشكل كبير ألا تتذكري على سبيل المثال تاريخ ميلاد شقيقتك أو أعز صديقاتك، لمجرد أنك نسيت مطالعة التذكير المدون على هاتفك الذكي، وبالتالي قد يؤثر هذا سلبا على حياتك وعلاقاتك الاجتماعية.