البحث المتقدم

الثقافة والمجتمع

الأسباب النفسية لصرير الأسنان - 27,Oct 2014

الأسباب النفسية لصرير الأسنان


هل سبق لك أن استيقظت في الصباح وأنت تشعر بالألم في فكك، أو بصداع غير مركّز في مكان محدّد أو وجع أذن يتلاشى بمرور النهار، هل عانيت من ألم في الوجه أو من أسنان حساسة أو مسطحة في أماكن العض؟

 الأرجح هو أنكم تصرون بأسنانكم خلال الليل، ما هو السبب النفسي لهذه الحالة وكيف يمكنك أن تتخلص منها؟

يعزي الأطباء سبب صرير الأسنان إلى الضغط النفسي والقلق إضافة إلى اضطرابات النوم أو عضة غير طبيعية أو فقدان سن أو أكثر أو انحراف الأسنان، وأظهرت بعض الدراسات أيضاً أن فقدان أو نقص حمض (البنتوتنيك) B5   فيتامين مضاد للضغط النفسي قد يكون أحد الأسباب الجسدية.


ومن العوامل الأخرى التي يمكنها أن تتسبب أيضاً بصرير الأسنان نقص الكلسيوم، الذي يمكنه أن يؤدي إلى تشنّجات عضلية أو حركات لا إرادية في عضلات الفم، ما يؤدي بدوره إلى صرير الأسنان، ونذكر أيضاً كأحد أسباب الصرير الإصابة بالطفيليات.

 

 وقد برزت مؤخراً دلائل تشير إلى أن أدوية مثل البروزاك، يمكنها أيضاً أن تزيد من صرير الأسنان.
 

ولكن لا يحدث شيء على المستوى الجسدي من دون سبب انفعالي شعوري، يتأثر دائماً كل ما هو جسدي بما هو ذهني/ انفعالي وليس العكس، لذلك وعلى الرغم من كل هذه الأسباب الجسدية، يجب أن نرى ما يحدث في الطبقات الخفية من كياننا، تبين أن الأشخاص الذين يصرون بأسنانهم هم أكثر ميلاً لقضم أظافرهم أو الأقلام أو غيرها، أو الجانب الداخلي من الخد.


تشكل الأسنان أيضاً وسيلة للهجوم ونجد ذلك في عبارات مثل «يقاتل بأظافره وأسنانه»، وتستخدم أيضاً الأسنان كوسيلة أو أداة لطحن الطعام إلى أجزاء يسهل هضمها، ويمكنها أيضاً أن تمثل اتخاذ القرارات، إن صرير الأسنان طريقة لجعل أدواتنا الهجومية كليلة وغير حادة، نصر بأسناننا ليلاً، ما يشير إلى أن صرير الأسنان رد فعل باللاوعي لمشاكل عميقة التجذر تتعلق بالعدوان والعدوانية، إن هذه المشاكل غير الواعية هي العبء اليومي الذي ينهكنا ببطء. نشعر بالعجز ونفتقد إلى الثقة اللازمة لمهاجمة ما يزعجنا ويضايقنا فنصر بأسناننا في فعل عدواني غير فاعل، وبما أن صرير الأسنان سلوك تكراري، فإنه يشير إلى أن المشكلة لن تزول لكنها ستبقى، وفي الكثير من الأحيان على مدى سنوات، غير قابلة للهضم يمثل الفم حداً، لذا فقد يكون لهذه العدوانية علاقة بشعورك أن حدودك في خطر، لقد اجتاحنا أحدهم أو أخذ منا شيئاً ما ونحن بالطبع نريد الانتقام.


تمثل الأسنان القرارات لأنها تشكل حدوداً قوية ومتينة بين ما نسمح بدخوله وما نمنعه من الدخول، من خلال فتح الأسنان أو إطباقها نتخذ قرارات بشأن كيفية تفاعلنا مع العالم، نقرر ما نقبل به وما نرفضه عندما تتسبب الأسنان بمشاكل فقد يشير ذلك إلى وجود صعوبة في القيام بفعل حاسم أو تفعيل شيء ما.

باختصار، قد نشعر بالضغط النفسي والخوف حيال قرارات علينا اتخاذها تتعلق بمسائل ومشاكل تشعرنا بالغضب، لكننا غير قادرين على التعامل معها ومعالجتها وقد نسعى عندئذ للانتقام.