حذر باحثون في مجال علم الأعصاب من التلوث الذي يتعرض له الأطفال في حياتهم اليومية، موضحين أن قد يكون السبب الرئيسي في إصابة كثير من الأطفال بالاضطرابات السلوكية والتنموية.
ويعاني عدد متزايد من الأطفال في العصر الحالي من اضطرابات تنموية وسلوكية كما يوضح الباحثون، حيث بلغت نسبة الأطفال المصابين بأمراض مثل التوحد والعجز الذهني والحركة المفرطة منذ الولادة تزيد بشكل كبير، كما أن هناك أعراض أخرى تظهر على الأطفال في سن متأخرة بسبب هذه المواد مثل العنف وغيرها من الاضطرابات السلوكية.
في دراسة متخصصة في علوم الأعصاب، يثبت الباحثون أن "هذا الوباء" سببه تعرض الأطفال للتسمم الذي يتسلل إلى حياتهم نتيجة التلوث البيئي، ويوضحان أن هذا التسمم البيئي يبدأ مع الأطفال منذ مرحلة الحمل.
ويوضح علماء الأعصاب أنهم اكتشفوا "أكثر من 200 نوع من الكيماويات في الدم الموجود في الحبل السري" عندما تتعرض الأم أثناء الحمل إلى سموم بيئية.
وكان العلماء قد توصلوا من قبل إلى أن لبعض المواد الكيماوية مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ وثنائي الفينيل متعدد الكلور تأثير مباشر على نمو مخ الأطفال، فهي تؤدي إلى تأخر في نمو حجم المخ وإلى اضطرابات نفسية وعقلية.
واكتشف العلماء مزيداً من المواد الكيماوية التي تؤثر على أداء الأطفال، فالمنغنيز مثلاً يؤثر على فهم الأطفال للرياضيات ويصيبهم بفرط الحركة، كما أثبتوا أن استخدام الأمهات لمنظف رباعي كلور ايثيلين يصيب الأطفال بميول عدوانية.