تعاني بعض السيدات من أمراض نفسية خفية لا تدرك وجودها وإصابتها بها، وأشهر تلك الأمراض نظرة المرأة لنفسها بشكل مشوه ومتدني، فكل إنسان له رؤية يكونها عن ذاته، وهذه الرؤية كالمعتقدات، تظل راسخة في النفس وتتحكم في أفعال الإنسان وطريقة تواصله مع الآخرين.
ويوضح أساتذة علم النفس أن الصورة الذهنية المشوهة التي يكونها الإنسان عن ذاته، قد تؤدي به إلى الإصابة بأزمة نفسية أو علة خفية، لا يدركها بسهولة خاصة السيدات، فقد أشارت التجارب إلى أن عدداً كبيراً منهن يعانين من أزمة الرؤية المشوهة للذات، التي قد تؤدى لنتائج نفسية خطيرة.
إن رؤية الذات مشوهة، هي نظرة متدنية تنظر بها أغلب السيدات لأنفسهن، فترى نفسها حمقاء فاشلة أدنى من الآخرين وغير واثقة، الخطورة في هذا الأمر تكمن في أن المرض خفي، ولا يمكن أن تكتشف بسهولة، ولذا قد يتأخر علاجها، وهو السبب وراء ظهور مضاعفات نفسية خطيرة لهذه الحالات، فتصبح هذه النظرة المشوهة جزء من الشخصية وتتحكم في أفعال المرأة وتعاملاتها.
وأشار إلى أن خطورة هذه الأزمة النفسية الخفية تتمثل في عدم اكتشاف الإصابة بها بسهولة، وبالتالي عدم علاجها، مما يعطي انطباعا سيئا للآخرين عن الحالة، وهو ما ينعكس على أفعالها ويشوه معاملاتها مع الغير، وبالتبعية يشوه معاملة الآخرين معها، ويشعرها دوماً باضطهاد الآخرين لها، وهذه الصورة بمثابة المشوه الحقيقي للمرأة وتجسيد حقيقي لاضطهاد المرأة لنفسها بشكل مرضي.
وهنا تكمن أهمية العلاج الذاتي للمرأة التي تعاني من النظرة المشوهة للذات، ناصحاً بأن تحاول زيادة نسبة ثقتها في نفسها، وتحديد مواطن الضعف في شخصيتها وتغييرها للأفضل، ويفضل الاستعانة بأخصائي نفسي إذا ما عجزت المرأة عن علاج نفسها ذاتياً.