هنالك الكثيرمن الأنظمة الغذائية حول العالم وإن كان هنالك شيء مشترك فيما بينها، فهو دعوتها إلى تقليل استهلاك السكر، ويصل الحد في بعضها إلى النصح بتجنبه كلياً.
حقائق عن السكر المكرر
السكر المكرر خال من أي مواد غذائية، لذلك فهو يدفع بالجسم ليستخدم مخزونه من الفيتامينات والمعادن والأنزيمات ليوازن عملية الهضم، وإن استمرّ استهلاك السكر بشكل زائد في حياتنا اليومية، فمعنى ذلك أن الجسم سيخسر الكثير من المواد الضرورية له، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض كثيرة، منها فقر الدم، مرض هشاشة العظام وتسوس الأسنان.
ويتكون السكر المكرر من غلوكوز وفروكتوز بشكل نقي (اجتماعهما معاً يُسمّى سكروز). الغلوكوز يُستخدم في الخلايا من أجل الطاقة، ولذلك فهو ضروري ولكن بكميات قليلة، أما زيادته فلها تأثير سلبي جداً.
وللسكر تأثيران على الجسم، فهو أولاً يحترق بحرارة عالية وقوة وسرعة، فترتفع حرارة الجسم وتندفع كمية كبيرة من الطاقة إلى الرأس والقسم الأعلى من الجسم، تتهيّج الأعصاب، وتندفع المعادن والفيتامينات والأنزيمات للمساعدة على أكسدة الغلوكوز، يخفق القلب بسرعة أكبر، وتزداد سرعة تنفسنا.
بعد هضم السكر، يظهر تأثيره الثاني وهو البرودة والخمول، حيث يخمد الوعي وتنام الأعصاب، تنخفض كمية المعادن والفيتامينات وعوامل الطاقة، ويسبّب السكر حالة حمضية في الدم، ما يسبّب مناعة ضعيفة للجسم.
مساوئ السكر
يؤثر السكر بشكل سلبي جداً على الجسد من الخارج والداخل بنفس الوقت، فهو يساعد في تراكم الدهون وبالتالي فإن كنت ترغبين بإنقاص وزنك، فأول شيء يجب التفكير به هو كيفية الابتعاد عن السكر نهائياً، خاصةً وأنه موجود في أغلب المنتجات المتوفرة في الأسواق، حيث يتم استخدامه كمادة حافظة أو لإعطاء قوام ولون معين، كما هي الحال عند استخدامه في الخبز والمعجنات. إن زيادة استهلاك السكريات والحلويات والمشروبات الغازية، تزيد من الدهون المختزنة في البطن والأوراك والصدر، ثم القلب والكليتين، ما يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية متعددة.
عندما ترتفع أو تنخفض نسبة السكر بسرعة في الدم، فإن الجسم يدخل في حالة صدمة لذلك تعمل أعضاؤه بجهد كبير لإعادة التوازن، وهذا ما يحصل عندما نستهلك أي شكل من أشكال السكر المكرر، ومع تكرار تلك الحالة تحدث حالة من الإرهاق في الجسم والتعب الكلوي، وانخفاض شديد في حرارة الجسم، ما يؤدي إلى انحلال بطيء، وإمكانية كبيرة للإصابة بالأمراض الفطرية داخل أو على سطح الجسم. وبما أن الخمائر والفطريات تحب السكر، فإن الفائض عن حاجة خلايانا يتجه إلى الخمائر التي يمكنها أن تنمو وتخرج عن السيطرة في قناة الهضم، وتنتشر في كل أجهزة الجسم. إضافةً إلى جعل البنكرياس يعمل أضعافاً عن طاقته ليوازن تلك الصدمة وبالتالي تعبه نتيجة العمل المضني والتمهيد للإصابة بمرض السكري، أو مرض نقص السكر في الدم.
هذا ويغيّر السكر من بنية الكولاجين المعروفة بأهميتها لمظهر الجلد وتجانس لونه، وبالتالي فإن سر المظهر الجيد للجلد يكمن بالابتعاد عن السكر، خصوصاً وأنه يؤدي إلى احتباس السوائل والإصابة بالشيخوخة المبكرة أيضاً.
أحد التأثيرات السلبية للسكر أيضاً هو كونه غذاءً مثالياً للخلايا السرطانية، وخصوصاً إن كان النظام الغذائي الذي نتبعه غنياً بالدهون.
بديل السكر المكرر
إن أفضل مصدر للسكريات هو السكر المركب الموجود في الحبوب، والسكاكر المتعددة الموجودة في الخضار والفواكة الطبيعية الكاملة. فعندما نستهلك السكر الطبيعي بأشكاله، يتحول بالمضغ وعملية الهضم إلى سكر مناسب لجسمنا، يعطينا الطاقة اللازمة والحيوية، إضافةً إلى المواد المرافقة معه والتي توازن عملية هضمه.
إن بدائل التحلية الأفضل هي المحليات الطبيعية، كدبس العنب والخرنوب والتمر ودبس الرز والشعير، إضافةً للفواكة المجففة بطرق طبيعية.