إن الانجراف وراء العلاجات التجميلية والهوس بالجراحات التجميلية والتعديلات على شكل الأنف والفم والحواجب من شأنه أن ينقلب على صاحبه، إذ يقع المرء ضحية المبالغة في طلب الكمال.
لنتعرف على أبرز أخطاء التجميل؟ وهل يمكن عكس مفعولها؟ وكم مرة يمكننا تصحيح الخطأ؟
تقسم الجراحات التجميلية إلى قسمين:
ويبقى الفرق بين الشقين هو أن جراحة الترميم ضرورة طبية بحتة وحاجة ماسة لتكيف الإنسان مع شكله الذي قد يكون مشوهاً، بينما جراحة التجميل تخضع للطلب والرغبة من دون وجود سبب طبي أو تشوه في الوجه والجسم.
متى تكون عملية التجميل ضرورية؟
في بعض الأحيان يكون الخضوع لمبضع الجراح هو الحل الجذري الوحيد المتوافر لضمان النتيجة المرجوة، يستعان بالجراحة التجميلية الضرورية في أربع حالات:
1 - بعد التغلب على الأمراض السرطانية، لابد من معالجة التشوه أو استبدال عضو مبتور أو عضل أو عظم ليعود الشكل طبيعياً قدر الإمكان.
2 - بعد التعرض للحروق البالغة أو الحوادث، لا بد من إعادة تحسين المنطقة المشوهة أو تطبيب الجروح وزرع الجلد الذي يشكل عازلاً يمنع الالتهابات وحتى الموت.
3 - في حال التشوهات الخلقية الناتجة عن معضلة وراثية، تتعاقب العمليات الترميمية على مراحل لتحسين الشكل وضمان وظيفة العضو.
4 - في حالات ثانوية تكون نتيجة عمليات سابقة غير ناجحة، بسبب خطأ طبي أو بناء على طلب من المريض نفسه، حيث تكون نتيجة عمليات سابقة غير ناجحة لذا لابد من إعادة المحاولة وإجراء عمل جراحي ثاني يكون بمثابة الترميمي وليس تجميلياً في هذه الحالة.
تجميل خاطئ
مقاييس الجمال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعمر والموضة وتبدل المفاهيم والراحة النفسية، لكن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء وبالتالي لا يمكن أن يزول خطأ أو تمحى هفوة مهما كانت بسيطة.
ذلك أن تقنية التجميل سواء كانت طبية أم جراحية، مشغولة بأسلوب خاطئ أو مبالغ فيه، من شأنها أن تفضح صاحبها وتظهره قبيحاً وشكله أقرب ما يكون للشكل المصطنع.
فبعد أن صنفت الجراحة التجميلية الأولى ذات النتائج غير المرضية اختيارية، يقتضي الأمر إجراء عملية أخرى ضرورية للتصحيح.
الجراحات التجميلية الأكثر شيوعاً:
1- تكبير الثدي ورفعه.
2- تجميل الأنف.
3- شفط الدهون.
4- نحت الردفين والوركين.
5- شد الوجه.
6- زرع الشعر.
التقنيات التجميلية الأكثر طلباً:
1 - التخلص من الشعر الزائد في الوجه والجسم باستخدام الليزر.
2 - حقن البوتوكس لإخفاء التجاعيد.
3 - حقن الفيلبر لتعبئة الوجه.
4 - الوشم التصحيحي للحاجبين والشفتين.
جراحة تصحيحية
إن ضرورة تكرار الجراحة نفسها أكثر من مرة تعود لسببين اثنين: إما خطأ طبي أو حالة نفسية للمريض.
ففي الحالة الأولى:
ربما لم يستمع الطبيب للمريض بشكل جيد، فلم يعرف ماذا يريد أو لم يوضح له حدود العملية نسبة نجاحها المتوقعة لتتناسب مع طموحاته وآماله، فالطبيب لا يعمل كالآلة الناسخة فيقلد الصورة التي أمامه على الشخص التي أجريت له العملية، وإنما عليه أن ينظر للمعطيات لينطلق منها نحو التحسين والتجميل.
ففي الحالة الثانية:
يكون السبب عدم تقبل الشخص لنفسه وعدم تصالحه مع صورته الذاتية، وإلقائه اللوم على شكله الخارجي فقط.
بحيث لا يرضى عن مظهره، وهو في الأساس لا يعاني من خطب في الشكل أصلاً، فتراكم المشاكل النفسية والاجتماعية والعاطفية قد يدفع المرء للاعتقاد بأن التجميل قد يحل له المشكلة، وهناك احتمال بأن يقع المرء ضحية للموضة العمياء وهذا دليل عدم ثقة بالنفس وضعف في الشخصية.
لم يصعب علينا إجراء الترميم بعد الجراحة؟
إن إجراء عملية تجميلية على عضو في الجسم أو منطقة للمرة الأولى يكون أسهل بكثير، لأن الأنسجة تكون طرية وسهلة ليتم العمل بها، بينما تكرار العملية يكون أصعب بكثير بسبب وجود إلتصاقات وتصلب في المنطقة ومن الممكن صعوبة فصل الأنسجة عن بعضها، في محاولة للحصول على النتيجة الأفضل بسبب الابتعاد التدريجي عن الشكل الأصلي.
لا وجود لعدد معين من العمليات التجميلية التي يمكن إجراءها على العضو الواحد، إنما يجب منح الجسم أو الوجه مدة تتراوح ما بين الأربعة إلى الستة أشهر للشفاء الكامل، قبل تصحيح الجراحة وتختلف المدة حسب الحالة وحجم الخطأ الطبي والوضع الصحي والنفسي.