العلاقة المثالية بين الأم وابنتها
حب كبير، سوء تفاهم دائم، خلافات كثيرة، صفات تتسم بها العلاقة بين الأم وابنتها، فهي ليست دائماً العلاقة بين الأم وابنتها ليست دائماً سيلاً من العواطف الإيجابية، فالأم حريصة بالفطرة على أبنائها ولكن الأبناء يحتاجون لبناء شخصيات مميزة وفريدة خاصة بهم بعيداً عن الآباء.
تتميز العلاقة التي تربط بين الأم وابنتها بالعواطف الشغوفة، إذ نادراً ما تكون فاترة ولا تتسم أبداً باللامبالاة، قد تعشق الابنة أمها أو تكرهها أحياناً، قد ترغب في التشبه بها أو الاختلاف عنها كلياً، لا شك في أننا نرغب في علاقة حب خالية من التنافس والخلافات والعدائية، الأمر ممكن شرط أن نفهم ما يدور فعلياً في هذه العلاقة التي تشوبها الخلافات من وقت الى آخر، وأن نقبل الطرف الآخر كما هو هذا هو تعريف الحب الحقيقي الوحيد.
أيتها الأم اعرفي:
أنك قدوة بالنسبة إلى ابنتك لكنها تحتاج من وقت لآخر إلى التشكيك في الأمور والانفصال النفسي عنك، اعلمي أنك تشكلين أول قصة حب بالنسبة إليها وإن الرابط بينكما سيستمر مدى الحياة، اعرفي أيضاً أن أزمة المراهقة الشهيرة والشكوك التي ترافقها تشكل خطوة أساسية لبناء شخصيتها، ولا بد لك من التعامل مع هذه المرحلة بحذر، لا تقف ابنتك ضدك لكن مواقفها العدائية ناجمة عن حاجتها إلى التمرد. حتى لو لم يكن الأمر سهلاً عليك، تقبلي هذا الوضع من دون تذمر، إنه واجبك كأم.
نصائح لزيادة المحبة
• اخلقي مسافة بينكما: يجب أن تنفصل ابنتك عنك وعادة ما يحصل ذلك بعد مواجهة بينكما، تقبلي هذا الانفصال النفسي لأنها تحتاج إليه لتعيش حياة طبيعية.
• كوني حاضرة لدعمها حين تحتاج إليك، لكن لا تتدخلي في حياتها، في اليوم الذي تغادر فيه المنزل لتعيش حياتها الزوجية، ابقي على اتصال دائم بها لكن ليس بشكل مبالغ فيه، تكيفي مع ما يناسب مصلحة ابنتك.
• كوني حياة بعيداً عنها: لا تركزي حياتك عليها، وعلى دراستها ونجاحها وسعادتها، دعيها تعتني بنفسها وفكري بحياتك واهتمي بأمور أخرى، وإلا قد تشعر بالاختناق.
• ثقي بها: لا ترمي عليها مخاوفك الخاصة، دعيها تبحر في حياتها وتشق طريقها كما تريد.
• لا تنقلي إليها رغباتك: تقبلي أنها مختلفة عنك، احترمي شخصيتها ورغباتها.
أيتها الابنة اعرفي:
أن الأم تشعر دائماً بالقلق على ابنتها، الأمر مزعج لكنه طبيعي فهي ككل الأمهات تقوم بأفضل ما يمكنها من أجلك، تريدك أن تحققي ما لم تحققه هي وتحلم لك بمستقبل باهر، تتفهم أنك لك حياة خاصة ولك الحق في الاستقلالية وفي نفس الوقت تعرف أنك ما زلت بحاجة إليها، آخر ما تريده هو أن تعاني، تحبك بطريقة خاطئة وأكثر من اللزوم أحياناً بسبب تجاربها الخاصة، لكنها جاهزة دائماً لمساعدتك. وفي اليوم الذي تصبحين فيه أماص، ستفهمين مدى صعوبة هذه المهمة.
نصائح لزيادة المحبة
• افهمي طبيعة علاقتكما: حاولي التفكير بكل ما قدمته لك أمك واعترفي أن بعضه كان في مصلحتك، اسألي نفسك عن الأمور التي عجزت عن إعطائها لك وعما ينقصك اليوم.
• ميزي بين إيجابياتها وسلبياتها: تعلمي كيفية التمييز بين الأمور لتحديد إيجابياتها وسلبياتها.
• إقبلي مشاعرك تجاهها: لا تحمليها ذنب ما يحصل معك ولا تغضبي في وجهها، لك كل الحق في التعبير عن مشاعرك، لكن إدراك المشاعر التي تحملينها لها سيريحك كثيراً.
• لا تنتظري منها أكثر مما تستطيع تقديمه: لقد فعلت كل ما تستطيع من أجلك، فلكل شخص قدرة معينة على العطاء بما يتناسب وقدراته وثقافته.
• حاولي فهمها بشكل أفضل: عاشت أمك تجربتها الخاصة مع أمها، وهي على الأرجح تكرر معك ما عايشته في طفولتها.
• تحرري: حاولي نيل استقلاليتك، تجد أمك صعوبة في تركك لأنها تخشى أن ينقطع الرابط بينكما، أثبتي لها ان الابتعاد عنها لا يدل على لامبالاة من جهتك.
رأي أهل الاختصاص:
ملخص العلاقة بين الأم وابنتها، فالأم تميل بشكل واضح إلى السيطرة على ابنتها، فمن جهة لا خطر للأم على ابنتها، لكن يمكنها التأثير في مرحلة لاحقة على جميع العلاقات التي ستقيمها المرأة مع المقربين منها، ولا سيما الرجال، إذ تنتظر المرأة من الرجل أن يعاملها معاملة الأم لابنتها.
لا تشبه العلاقة بين الأم وابنتها الحكايات الخيالية، في الواقع نحن نعيش في مناخ من «المزايدة» العاطفية لدرجة إن الأم تشعر بأنها مجبرة على أن تكون طيبة بشكل مثالي، وبالتالي تقدم الأم الكثير لابنتها وتغمرها بفائض من المشاعر الطيبة.
على كل أم وكل ابنة أن تفكر بنوع العلاقة التي تجمع بينهما، على الأم تقبل ان ابنتها ترفض هذه النوايا الحسنة كلها وتنزعج من سماعها تتكلم، من وقت لآخر عن تضحياتها ومدى طيبتها، أي عن مدى تدخلها في حياتها.