قد تعانين عند وصول طفلك للسن الذي تؤهله لدخول المدرسة من الصعوبات والمشاكل التي قد تواجهك، من محاولة إقناع طفلك بالذهاب إلى المدرسة، وضرورة حدوث هذا الشيء في حياته، إلى المشاكل التي نرافق تأقلمه مع رفاقه وتعايشه مع جو جديد، فالطفل قبل مرحلة المدرسة يعيش في بيئة المنزل الآمنة صحياً ونفسياً، كما يتمتع بالمعاملة الخاصة والدلال والاهتمام.
أما في جو المدرسة ستكون المفاجئة بالتعامل مع مجتمع غريب وجديد في الوقت نفسه، سيلتقي بأشخاص لم يقابلهم من قبل، وهذا سيشعره بفقد الأمان، والذي مع الوقت سيؤدي إلى كراهية للمدرسة.
ومن هذا المنطلق تأتي أهمية مرحلة رياض الأطفال لتهيأ للطفل لجو المدرسة الجديد، ومن خلال هذا المقال سنساعدك ببعض النصائح سيدتي التي من شأنها أن تساعدك لتهيئة طفلك لتقبل الذهاب إلى المدرسة:
الحديث الإيجابي عن المدرسة
من المهم جداً التحدث بإيجابية عن المدرسة أمام الطفل، فعلى الوالدين مراعاة هذا الأمر ورسم صورة جميلة عن المدرسة في ذهن الطفل، على أنها مكان جميل يتعلم فيه قواعد جديدة، ومع الوقت سيستطيع أن يكون مثل والديه، فيتمكن من القراءة والكتابة، وخاصة قصص الأطفال المصورة والشيقة، كما إنه سينمي مهاراته بها كالرسم والموسيقا، هذا فضلاً عن أنه سيتمكن من اللعب مع أصدقاء جدد .
كما ينصح أخصائيي التربية وعلم النفس بضرورة تحدث إخوته الكبار عن المدرسة وأهميتها، فربما يتهيأ الطفل نفسياً أكثر لتقبل المدرسة، هذا وعليك مشاركة طفلك الحديث وليس الاستماع فقط، أي اجعليه يتخيل يومه الدراسي وكيف سيسير، مع النقاش معك حول الأسباب التي تقلقه من الذهاب إلى المدرسة.
قواعد المدرسة واللباس المدرسي
على الوالدان أن يتحدثا مع الطفل عن أهمية قواعد المدرسة والنظام، كما يجب ترغيب الطفل في ارتداء اللباس المدرسي الذي سيلازمه طوال أشهر المدرسة.
ويمكنك اصطحاب طفلك للسوق لينتقي ملابس المدرسة بنفسه، وأقلامه وكتبه.
أجيبي أسئلته المتعددة
جوابك لأسئلة طفلك المتعددة حول كل ما يتعلق بالحياة العامة، كسؤال الطفل عن كيف بدأت الحياة؟ أو لماذا لون السماء زرقاء؟
فيمكنك الاستفادة من تلك الأسئلة لترغيب الطفل في دخول المدرسة، فعليك وقتها الرد على أسئلته بصورة بسيطة ومفهومة، مع وعده بأن يعلم المزيد من الإجابات عندما يذهب إلى المدرسة، ليحرص طفلك على الذهاب إلى المدرسة ليتعلم المزيد.
إفطار لذيذ ومحبب
لتشجيع الطفل على الذهاب إلى المدرسة انتقي له يومياً وجبة إفطار مميزة على أن تكون وجبة كاملة العناصر الغذائية، قدمي له طعاماً صحياً ولذيذاً في نفس الوقت، واحرصي دائماً على مراقبته عند تناول الطعام في المنزل، وتحفيزه على تجربة الطعام الجديد الصحي، ولا تنسى إعداد الساندويتشات بشكل جذاب ووضعها في أكياس نظيفة، مع مراعاة وضع بعض ثمار الحلوى أو الفاكهة المفيدة لتحفيز الطفل على تناول الساندويتشات بالكامل، ولا تنسي الماء اللازم للشرب، كما ننصحك بمتابعة طعام الطفل مع المعلم أو المعلمة الخاصة به، لتعرفي السبب سريعاً إذا لم يتناول الطفل يوماً ما طعامه.
لا تنسي التحدث مع الطفل عن أهمية تناول وجبة الإفطار والساندويتشات، لتساعده على التركيز الكامل في المدرسة، وليستطيع اللعب مع أصدقائه بكامل نشاطه.
اهتمي بطفلك جسدياً
يجب على الوالدان الكشف الطبي باستمرار على صحة الطفل البدنية والجسدية، مع مراعاة إعطائه اللقاحات الطبية في موعدها تجنباً للعدوى من الأمراض المحيطة به، ولا تنسي الكشف على حالة القلب والصدر لاكتشاف أي حساسية قد يعاني منها الطفل مبكراً، ومراعاة التأكد من صحة العين والرؤية والسمع ليستطيع تحصيل دروسه اليومية بشكل طبيعي.
ويجب على الوالدان التأكيد على الطفل بحمل الحقيبة المدرسية على ظهره، وأن يجلس مستقيم الظهر على المقعد المدرسي، حتى لا يصاب بتشوه عظام العمود الفقري.
عدم الشعور بالارتياح والأمان
يعاني طفلك في أيام المدرسة الأولى بعدم الشعور بالأمان، بسبب وجود أشخاص جدد عليه يقابلهم لأول مرة، كما إنه يكون مطالباً بإتباع أوامر المعلمين، والقواعد التي لم تفرض عليه من قبل في فترة الطفولة المبكرة، لهذا فعليك أن تقومي مسبقاً بتهيئة الطفل على قواعد هذا المجتمع الجديد.
يرى الأخصائيون في هذا المجال أنه من المفيد أن اصطحاب الطفل إلى المدرسة، ليتعرف على الجو العام للمدرسة بصحبة والديه اللذين يكونان درع الأمان والاطمئنان له، كما يحذرك الأخصائيون بتجنب تهديد الطفل بالمدرسة كعقاب على خطأ قد ارتكبه، أو كعقاب للتخلص من شقاوته، لأن المدرسة ستصبح حينها أداة للعقاب وليس للدراسة في نظره، وسيكره الطفل الذهاب إلى المدرسة مع الوقت.
النوم مبكراً
يجب على الطفل من البداية اعتياد النوم المبكر، لتستطيع جميع أعضاء الجسم القيام بوظائفها الكاملة والسليمة خلال مرحلة النوم، ومع اقتراب بداية العام الدراسي الأول لطفلك يجب الحرص على مراقبة مواعيد نومه، فلا تنسي تحديد وقت معين لينام فيه طفلك، ليعتاد مع الوقت عليه.