مقاييس الجمال تختلف من سيدة لأخرى، فقد نصادف في حياتنا نساء لا يعرفن الشيخوخة؟؟ وغيرهن ممن يتعرضن للشيخوخة المبكرة؟
والسؤال هنا لماذا تتقدم المرأة في السن بنسبة أسرع من الرجل؟ وهل التقدم بالعمر تتساوي فيه النساء في كافة بقاع الأرض أم تختلف درجة ظهور علامات تقدم العمر من امرأة لأخري طبقا للمناخ والبيئة المحيطة بها؟
هناك اعتقاد خاطئ يقول: بأن المرأة تبلغ سن الشيخوخة قبل الرجل، وأن بوادر انتقال المرأة من مرحلة النضج إلى الشيخوخة تقع في سن الخمسين، في فترة انقطاع الطمث.
وهذه الاعتبارات غير صحيحة، لأن جمال المرأة في حال العناية بنفسها والاهتمام، يبقى إلى ما بعد سن الخمسين، حيث ينتقل من جمال الجسم إلي جمال الشخصية، فضلاً على أن عمر المرأة ـ في أغلب الأحوال ـ أطول من عمر الرجل بمعدل خمس سنوات، كما أنها تتحمل المرض أكثر من الرجل.
كما يختلف الناس في المزاج الشخصي، حيث نجد المتفائل ـ الذي اعتاد رؤية الحياة بطريقة مختلفة ـ يحتفظ غالباً بربيع حياته إلي آخر العمر، وتظل روحه تتسم بالأمل والشباب والحيوية في مرحلة تقدمه بالعمر، والعكس صحيح.
ويقول الأطباء أن شيخوخة الجلد نوعين زمني مع السنوات وهو طبيعي يحدث مع الجميع وبنسب متقاربة، وإن كان عند البعض قد تظهر علامات الشيخوخة بعمر مبكر نتيجة للعوامل الوراثية الجينية.
حيث أجريت دراسات حول تأثير فصول السنة علي جلد المرأة، فوجدت إحدى الدراسات الامريكية أن فصل الشتاء يؤثر علي عيون المرأة، مما يجعلها تبدو أكبر سناً، حيث تتكون دوائر سوداء تحت العين، ويصبح الجلد رقيقاً والعيون منتفخة، مما يسهل ظهور أعراض الشيخوخة بأسرع من الوقت الطبيعي بأربع سنوات ونصف، وخلصت النتائج إلى أن الجلد يكون شاحباً في فصل الشتاء بسبب قلة أشعة الشمس، الأمر الذي يساعد في انخفاض نسبة فيتامين "د"، وتقل نسبة مادة السيروتينين الكيمائية.
والنساء عادة يشعرن بالقلق إزاء ظهور الهالات السوداء تحت العينين أكثر من التجاعيد التي أصبح من السهل علاجها والتغلب عليها، لذا أصبحت الهالات السوداء واحدة من أكثر الأمراض الجلدية صعوبة، والتي تنتج عن الشعيرات الدموية الصغيرة التي تسرب الماء تحت الجلد.
أبرز العوامل التي تساهم في ظهور علامات الشيخوخة:
الغذاء: يلعب الغذاء دوراً بارزاً في ظهور علامات الشيخوخة أو تأخيرها والتقليل منها، فالاهتمام بالتغذية السليمة من الصغر وأخذ كافة العناصر الغذائية بالنسب المتوازنة، والابتعاد عن الأنظمة الغذائية الحادة والمبالغ فيها والتي تعتمد علي نوع واحد من الأطعمة، هذا كفيل بالحفاظ على بشرة شابة، إذ لابد من الاهتمام بالتغذية السليمة المليئة بالفيتامينات والعناصر المهمة لصحة الجلد والشعر والأظافر وبخاصة الزنك والحديد والكالسيوم وفيتامين "E" والاهتمام بالمواد المضادة للأكسدة وبخاصة فيتامين "C"، مشيرا إلي أهمية شرب الماء بكثرة لمعالجة جفاف الجلد.
التدخين: وتشير الدراسات أن التدخين يعد العامل الأبرز المسبب للشيخوخة المبكرة، مما له من آثار سلبية على بشرة الوجه والتعرض للسموم الموجودة بالدخان والتي تتجاوز أكثر من 100 نوع، هذا بخلاف الذين يتعاطون الكحول والمخدرات، هؤلاء تظهر عليهم آثار الشيخوخة في سن الشباب.
الشمس: التعرض المبالغ فيه للشمس يؤدي الي حدوث خلل في تكوين طبقة الكولاجين في ثنايا الجلد المختلفة مما يؤدي الي ظهور التجاعيد والخطوط العميقة المختلفة في مناطق الوجه المختلفة، وبذلك تبدو البشرة بعمر متقدم، ولذا لابد من الاهتمام باستخدام الكريمات الواقية من الشمس طوال العام وبخاصة في الصيف والمصايف وارتداء القبعات وخاصة فترة الظهيرة.
مساحيق التجميل: إن الاستخدام الخاطئ لمساحيق التجميل والماكياج من سن مبكرة، وعدم الاهتمام بإزالتها بالطريقة السليمة أو النوم قبل إزالتها عن الوجه، إضافة إلى عدم وجود ثقافة العناية بالبشرة وبأنواعها.
حيث لكل نوع من أنواع البشرة كريمات ترطيب معينة، ومساحيق تجميل خاصة بها، وفي هذه الحال فإن للمختص دور كبير في مساعدتنا بهذا الشأن.
حب الشباب: إن عدم الاهتمام بحب الشباب ومعالجته في مرحلة المراهقة، يؤدي إلى وجود ندب وآثار وبقع وحفر في منطقة الوجه مما يؤدي الي فقدان البشرة وحيويتها ونضارتها وشبابها.
مركبات الكورتيزون: إن الاستخدام المبالغ فيه للمراهم والكريمات التي تحتوي علي مادة الكورتيزون دون إشراف طبي متخصص مما يؤدي إلي ضمور طبقات الجلد العميقة وظهور بعض الشعيرات الدموية والعنكبوتية في منطقة الوجه والأنف واختلال تصبغات الجلد.
النوم: النوم المضطرب والسهر يؤديان إلى إرهاق البشرة وفقدان نضارتها وظهور انتفاخات العين والهالات السوداء حول العينين، كما أن بعض الأعراض المرضية تسبب هذه الأعراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية والأنيميا واختلال وظائف الكبد والكلي.
الحالة النفسية: تتحمل المرأة أعباء تفوق طاقتها بكثير، فالحمل والانجاب ومسؤوليات البيت والأولاد وضغوطات العمل، جميعها عوامل تساهم في ظهور علامات التقدم بالسن.
فالراحة النفسية مع الغذاء المتوازن وشرب الماء بكثرة والمواظبة على ترطيب البشرة عوامل تساعد على تحسين المزاج إضافة إلى الابتعاد عن التدخين والمدخنين.
هذا ويمكن للطبيب المختص علاج البشرة المتعبة بالليزر الذي يساعد علي إعادة بناء الكولاجين والتي تعيد للبشرة جمالها وحيويتها ولابد من استخدام الليزر عند المراكز المتخصصة بهذا الأمر.