البحث المتقدم

مواضيع عامة

الرمضان السوري عادات أصيلة - 31,May 2017

الرمضان السوري عادات أصيلة


رمضان في سوريا ثمة عواصم في العالم يرد اسمها كلما ذكر رمضان، وفي مقدمتها العاصمة السورية الشهيرة "دمشق"، التي تكاد تنفرد بتقاليد مميزة عن مثيلاتها من الحواضر العربية في تعايش الناس مع شهر رمضان المبارك فيها.

يمارس أهل دمشق عادات قديمة عريقة في رمضان توارثوها عن أجدادهم تحكي روح التراث والأصالة والمحبة والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم وهي عادات تكاد أن تندثر هذه الأيام إلا من بعضها.

رؤية الهلال

يستقبل شهر رمضان قبل ثلاثة أو أربعة أيام وفيه متخصصون برؤية الهلال والمحكمة الشرعية تفتح أبوابها لاستقبال الذين شاهدوا هلال رمضان وتوجد بالمحافظات السورية محاكم شرعية تستقبل الناس الذين شاهدوا الهلال ثم يتم تبليغ القاضي الشرعي الأول بالعاصمة دمشق وهو بدرجة وزير برؤية الهلال وبعد ذلك يقوم القاضي بإبلاغ رئيس الجمهورية ثم يعلن بداية شهر رمضان العظيم.

العادات والتقاليد

وحول العادات والتقاليد الرمضانية في سورية، سادت لدى أفراد الشعب السوري عادات وتقاليد منذ بدء دخول الإسلام فيه ومنذ الفتوحات التي نشرت الإسلام في أصقاع بلاد الشام، وكان للعادات وتقاليد الشعوب الأخرى التي انصهر أفرادها مع أفراد المجتمع السوري من أكراد وتركمان وشراكس وفرس وصقالبة وأتراك ومغاربة، أثراً في إفراز وتداول عادات اجتماعية وتقاليد غذائية وأخرى في اللباس والمسكن والعادات الأخرى مما أثرى التراث الثقافي والاجتماعي السوري لاحقاً.

السوريين يهتمون بشهري رجب وشعبان فيحتفلون بإحياء ليلة الإسراء والمعراج 27 رجب، وليلة النصف من شعبان 14-15  شعبان وذلك بصيام هذين اليومين وقيام ليلتهما.

في دمشق:

التراويح

بمجرد إعلان رؤية هلال رمضان يبدأ الشيوخ بصلاة  التراويح وهي 20 ركعة ويذهبون لزيارة بعضهم البعض ليباركوا بحلول شهر رمضان.

السحور

وجبة السحور تعتمد على اللبن المصفى والزيتون والبيض والجبن والمربيات والزعتر والمعجنات وغيرها.

من عادات وتقاليد الشعب السوري أن المسحراتي هو الذي يقوم بإيقاظ النائم للسحور وهي ظاهرة عامة منذ العصر الأموي بواسطة الضرب على الطبلة وهو ينادي على الناس "قوم يا صائم وحد الدائم يا أبو احمد وحد الله" ... والمسحر من المنطقة ويعرف كل الناس، اما العادة الثانية فهي إطلاق مدفع السحور أول وهناك بعدها بمدة قصيرة مدفع ثان حتى يتم استيقاظ الجميع لتناول طعام السحور.

صلاة الفجر

بعد تناول السحور يذهبون إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، وبعد الصلاة البعض يقرأ القرآن او يستمع إلى علماء الدين وهم يردون على أسئلة واستفسارات الصائمين الموجودين في المسجد.

في نهار رمضان

غالبا ما تختصر ساعات العمل في القطاع العام والخاص وحتى الدوام في المدارس والجامعات، ويعود الناس إلى بيوتهم وينشغلون إما بتلاوة القرآن أو تحضير طعام الإفطار أو حتى أخذ قسط من الراحة قبل حلول موعد أذان المغرب.

 

مدفع الإفطار

مدفع رمضان في كل المدن والقرى ومدفع رمضان رمز من رموز رمضان وكان في دمشق مدفع واحد يوضع على جبل قاسيون، ولكن مع التوسع العمراني أصبح في دمشق 17 مدفعاً والناس التي تحافظ على مدفع رمضان سكان الأحياء القديمة في دمشق وقد ترى عدداً من الأشخاص المتجمعين بالقرب من هذه المدافع لرؤيتها لحظة أذان المغرب.

مائدة الافطار

أهم شيء في مائدة الإفطار شوربة العدس أو شوربة الشعيرية ومعها اللحم أو مرقة الدجاج، أما صحن الفول فهو سيد طاولة الطعام في رمضان، ثم الفتة أو التسقية، والحمص البليلة مع اللبن والطحينة والثوم والليمون مع المتبلات.

وأهم الوجبات هي الكبة والمحاشي وغيرها من الوجبات المحببة لدى أهل الشام، مع السلطات الغنية، ووجبات الحلويات المشهورة دمشقيا كالعوامة والقطايف، وأهم شيء بعد تناول الإفطار هو الشاي.

ومن أشهر المشروبات في شهر رمضان العرق سوس والتمر هندي والقمر الدين،  ولا تكاد تخلو مائدة الإفطار من هذه المشروبات وخاصة بعد الصيام الطويل.

حلويات الضيافة

عبارة عن القطايف العصافيري التي توضع عليها قشطة الحليب وكذلك البقلاوة والنهشن والنمورة وبعض الفواكه وتكون في ختام الضيافة القهوة المرة وهي مسك الختام ثم تتم زيارة العائلات.

العلاقات الاجتماعية

إن أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع السوري في شهر رمضان المبارك تشتد، حيث يتبادل المصلون تحيات الود والمحبة. وتقوى هذه الأواصر من خلال تبرع الموسرين على المحتاجين بالهبات والزكاة والصدقات والكفارات، التي تقوم بها جمعيات متخصصة تجمع المال والسلع الأخرى لتوزع على الفقراء. ولا يمنع الموسرين أو متوسطي الحال من دعوة أقاربهم وأصدقائهم إلى موائد الافطار.

وفي الأسواق ينتشر باعة الحلويات الشهيرة كالكنافة، والمعجنات كالمعروك (نوع من خبز رمضان مزين بالسمسم) والمعروك المحشي بالتمر، والناعم (طبق شعبي من العجين مقلي بالزيت ومزين بالدبس)، ومحلات بيع الحمص والفول والسوس، حيث يتنافسون في عرض بضائعهم على المشترين والمستهلكين.

ومن الأشياء الشائعة قبل وخلال شهر رمضان، السلل الرمضانية وهي في الغالب سلة تحتوي على بعض المواد التموينية رز، سكر، زيت، سمن، وبعض الحبوب والبقول المجففة لإضافة إلى المربيات وغيرها، وهي تباع في العديد من المحلات التجارية ويشتريها الناس إما للتزود بها أو للتصدق بها على إحدى العائلات الفقيرة.

العشر الأواخر

بعد الانتهاء من صلاة العشاء والتروايح تعقد الدروس الدينية في العديد من المساجد، وقبل أذان الفجر بساعتين تقريبا تبدأ صلاة التهجد يعود بعدها المصلون إلى منازلهم لتناول طعام السحور أو قد يبقى بعضهم في المسجد يدعو ويبتهل ويتناول ما قد يحضره معه، أما إحياء ليلة القدر فتبدأ من بعد صلاة التراويح حتى صلاة الفجر وتعد هذه الليلة من أبرز مظاهر رمضان، فلا تكاد ترى أحداً في الشوارع، فالرجال في المساجد والنساء في البيوت وجميعهم لهم هم واحد، نيل المغفرة والرضوان من الله ،وفي نهاية هذه الليلة يقوم بعض الذين أنعم الله عليهم بإحضار طعام السحور للمصلين في المسجد ليتسحروا بها.

الاستعداد لاستقبال العيد

وفي نهاية شهر رمضان، يبدأ موسم تجاري كبير، ويهرع الناس إلى الأسواق للتزود بالملابس الجديدة للعيد وشراء الحلويات الشرقية، ومن الجدير بالذكر أن العديد من العائلات الدمشقية لا تزال تفضل تحضير هذه الحلويات في منازلها حتى الآن.