البحث المتقدم

مواضيع عامة

عادات أصيلة رمضانية في مصر - 05,Jun 2017

عادات أصيلة رمضانية في مصر


تستمر طقوس وعادات وروحانيات رمضان الكريم بمصر، في ظل الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار، لتكون هي الأبرز عالمياً خلال شهر رمضان.

وحيث يقوم الكثير من المواطنين بتزين الشوارع وشرفات المنازل بالفوانيس الضخمة والزينة والخيم الرمضانية كأحد المظاهر الأصيلة منذ العهد الفاطمي.

ويتسابق المصريون لإعداد أشهى المأكولات والحلويات والمشروبات بالتجمعات العائلية خلال شهر رمضان، وتناول الفاكهة المجففة و الياميش، حيث يلجأ العديد من التجار إلى إطلاق أسماء المشاهير من نجوم الكرة والفن والسياسة على بعض الأنواع لترويج لها وخاصة من البلح مثل ''ابو تريكة وهيفا وصافيناز والسيسي ومحلب''.

أما مدفع رمضان فلا نسمع له صوتاً إلا في شهر رمضان، يخبرنا بموعد السحور وقت أذان الفجر، ثم يعود ثانية عند غروب الشمس، ليعلن للجميع أنه '' حان وقت الإفطار''، يرتبط صوته الذي يدوي في السماء بسعادة ترتسم على وجه كل من يصل إليه صوته.

أما ''الفول عذاء العقول'' بالنسبة للمصريين طوال العام ، لكنه في شهر رمضان فهو ''عذاء البطون'' كما يصفه عامة الشعب، فأبحاث الغذاء الاجتماعية تقول أنه الوجبة الأولى والأساسية في مصر في الإفطار في الأيام العادية، بينما هي الوجبة الرئيسية في السحور في رمضان.

أساطير عدة قيلت حول الفول تعليلاً لكونه أصبح بعد حقبة تاريخية غير معلومة الأكلة الشعبية الأولى في مصر ، فقيل أنه عرف استخدامه منذ أيام الفراعنة كمصدر بديل للبروتين، و قيل أنه عرف عن الطريق اليونان في مصر، إلى أن وصل إلى هذا الشكل من عربات الفول الملتف حولها العشرات من المصريين.

صيام أكثر من ستة عشر ساعة بالنسبة للمصريين هو أمر لا يمكن تحمله دون أن يكون السحور، الفول يسد الشعور بالجوع لفترات طويلة ويعطي شعورا بالامتلاء نظراً لأن عملية هضمه تحتاج لوقت طويل .

كثير من المصريين يعرفون أهمية الفول لذلك يستخدمونه كوجبة رئيسة بالسحور، إلا أن من لا يعرف فهو لا يكترث، لأن الفول أصبح جزءا لا يتجزأ من السحور، حتى أصبح الفول علامة مميزة من علامات رمضان عند نفوس المصريين لا يحتاجون فيها حجة أو برهان، فأجواء رمضان لا تكمل إلا بطبق الفول على مائدة السحور .

وتأتي كنافة رمضان، لتتداخل الخيوط وتتشابك في عشوائية، تسير في مدارها الدائري حسبما أراد لها، تظل قليلا على حالتها حتى تصل إلى المراد ''أن يتحول هذا العجين الرفيع من الماء والدقيق إلى نتاج بلغ ذروة حياته الطبيعية لدقائق قليلة''.

وتأتي الروحانيات كجزء كبير من عادات المصريين خلال شهر رمضان، فنفحات من الرحمة و الطمأنينة تحوم بمحيط المتواجدين، ومشاعر لهفة وحب واشتياق يلمسونها ما إن يصيح الإمام أن '' الله أكبر'' ، آلاف من المصليين جاءوا طائعين مهرولين طامعين في إرضاء ربهم و شفاء روحهم .

التراويح مواثيق حب تتجدد بالمساجد.

هنا في مسجد عمرو بن العاص ، أول مسجد بني في مصر و في أفريقيا كلها، هنا حيث تسلل الإسلام لأول مرة إلى قلوب القارة عبر مصر، إنه المسجد الذي أسماه المسلمون بالمسجد العتيق لما له من قدم و قيمة في نفوسهم .

نظرات يتوارى بها الخشوع و الذل للخالق، تلمحها بمجرد أن تطأ قدامك للمسجد الواقع بقلب القاهرة القديمة، فصلاة التراويح بالمسجد العتيق في رمضان لها مذاق آخر، يبدو جليا في نفوس المصليين كباراً وصغاراً، إذ يلم المسجد شمل المسلمين بلا تفرقة، ترى الحب في التقرب إلى الله هو ما يجمعهم، والتشبث برمضان لتجديد طاقتهم وربط مواثيق الحب من جديد .