البحث المتقدم

الطفل

أضرار وضع الطفل اصبعه في فمه - 20,Oct 2016

أضرار وضع الطفل اصبعه في فمه


أضرار وضع الطفل اصبعه في فمه

 

عادة مص الإبهام أو الأصابع ظاهرة شائعة بين الأطفال، فهي مقبولة من الناحية الطبية لمن هم دون سن الثالثة، أما بعد سن الرابعة فقد يكون تعلق الـطـفـل بإبهامه أو بأصابعه هو المؤشر الوحيد على وجود قلق نفسي أو اضطراب عاطفي عند الطـفـل.

 إن 10% من الأطفال ما بين 6-12 سنة يعانون من هذه العادة، وقد يصاحبها عـادات مضطربة أخرى مثل :

 

- شد الشعر:

حيث يقوم الطفل بوضع أصابعه بين ثنايا شعره وشده، وذلك على فترات أو يقوم بلف خـصـلات مــن شـعـره حول أصبعه أو أصابعه بطريقة عصبية متوترة واضحة للعيان دون أن يحس بها هو نفسه.

 

- قضم الأظافر.

 

- أرجحة الجسم.

 

- صر الأسنان.

 

- ضرب الرأس.

 

- فرك أجزاء الجسم كاليدين مثلاً.

 

إن السـمـة المشتركة بين هذه الظواهر أنها نفسية المنشأ: فهي محاولة من الطفل - دون أن يدرك - التخفـيـف مـــن حــدة التوتر الذي يشعر به، إن بعض هذه العادات أكثر مضايقة للأهل من عادة مص الإبهام ذاتها.

 

ما هي المشاكل الناتجة عن عادة مص الإبهام؟

 

إن الطـفـل بمصه إبهامه أو أصابعه ومحاولته تهدئة نفسه إنما يحل مشكلة واحدة ويترك مشاكل عديدة تنشأ وهي :

 

  1. ســوء إطـبـاق الأسـنـان الدائم هذه أهم مشكلة جسدية قد تنجم عن عادة مص الإبهام لفترات طويلة ومستمرة خصوصـاً إذا استمرت هذه العادة بعد سقوط الأسنان اللبنية وظهور الأسنان الدائمة، إن درجة ســوء إطباق الأسنان الناجم عن مص الإبهام متفاوتة في شدتها حسب عوامل كثيرة منها: قـــوة ومدة وكثرة أو قلة مص الأصابع /الإبهام.

 وقد يصل سوء إطباق الأسنان إلى مرحلة مـتقـدمــة تـبـرز فـيهـــا الأسنان العلوية للأمام بشكل واضح كما ينحرف الفك العلوي للجهة التي يوضع فيها الإبـهـام، كـمـا أنــه عند إطباق الفكين تظل هناك فجوة واضحة بين الأسنان، إن حالات مص الإبهام الـشـديــدة قــد تسمع من الغرفة المجاورة مثلاً.

 

2- عــــادة مص الإبهام قد تخل بالنشاط اليومي للطفل: فالطفل الذي يشغل ذهنه وقواه العقلية بأصـبـعـه وفمه فقط لن ينتبه للأمور الأخرى المحيطة به وعدم الانتباه هذا سيقلل من تفاعله مع الآخرين: فـاسـتـخــدامــه لـيـديـه سيقل لأن إحـداهما في فمه، ويقل أيضاً استخدامه لفمه ولسانه مما قد يؤثر على لغته وتـطــور قـــدرتــه التعبيرية في التفاعل مع الآخرين ، وبالمجمل فإن مشاركته الجسدية واللغوية تقل.

 

3- لعادة مص الإبهام مردود نفسي سيء على الطفل وذلك لشعور الأبوين بالضيق والحرج لتصرف الطفل لا سيما أمام الناس، وهكذا ينعكس على تصرفاتهما معه والتي قد تتصف بالقسوة وتتخذ من الزجر والتقريع (ولربما الضرب أحياناً) وسائل علاج.

 

العلاج

 

عادة مــا ينصح الآباء بإهمال شأن هذه العادة لأن معظم الأطفال يتخذونها وسيلة تخفيف لحدة توترهم، والطـفـل يقلع عنها عندما يحس بالطمأنينة التي تعوضه عن اللجوء لهذه العادة لتهدئة نفسه.

 

من المهم أن يدرك الأبوان أن أي محاولة علاج مصيرها الفشل - في غالب الأحيان- ما لم يـكـن الطفل قد وصل إلى سن معينة يستطيع معها أن يدرك المشاكل الصحية التي قد تنجم عن عادة مصه إبهامه وبالتالي استنفار دوافعه الذاتية لوقفها.

 

وقـبـل استشارة الطبيب، كثيراً ما يحاول الأهل اللجوء إلى أساليب متنوعة مثل:

لف يد الطفل أو ربطها، إلباسه قفازاً، وضع مواد حارة (كالفلفل) أو مواد مرة الطعم أو الاستعاضة عـن الإبهام باللهاية، وما لم يدرك الطفل جيداً سبب اختيار الوسيلة العلاجية ووجود رغبته في المشاركة في المعالجة، فإنه بلا شك سينظر لهذه الوسيلة العلاجية كعقاب مما قد يزيد من ردود فعله السلبية ويرفع من حد توتره.

 

وإليكم بعض النصائح الطبية التي قد تساعد في التخلص من هذه العادة:

 

  1. من الضروري أن يحاول الأهل تحديد سبب توتر الطفل والذي قد يدفعه لمص إبهامه، ويـكون ليس بمساءلته بل بمراقبة سلوكه في البيت وملاحظة الحوادث التي تزيد من مصه إبهامــه.

فـمـثـلاً: قــد يكون إفراطهم في مداعبة أخيه الأصغر وإهمالهم له السبب المؤدي لتوتره.

 

2- على الأهــل العمل على ضبط مشاعرهما أمام الطفل وعدم التصرف بانفعال عند رؤيته يمص إبهامه وعدم محاولة ضربه أو زجره خصوصاً أمام الآخرين أو محاولة جذب أصبعه خارج فمه (يستثنى من هذه الحالة الأخيرة أثناء نوم الطفل ولا بأس من إخراج إبهامه من فمه برفق)، كما لا يجوز جعل الطفل أضحوكة في البيت بسبب هذه العادة.

 

3- زيادة الوقـت الـذي نقـضـيـه مع الطفل وملء هذا الوقت بما يشغل الطفل من أمور نافعة تتناسب مع عمره كاللعب أو التدريس مثلاً.

 

4 - محاولة إشغال يدي الـطـفـل مـعـظـم الوقت - ما أمكن - باللعب أو الكتابة وذلك بما يناسب سنه..

 

5- إعادة تشكيل سلوك الطفل: وذلك بتعزيز سلوك الطفل في الفترات التي لا يمص فيها إبهامه، فمثلاً كلما زادت الفترات التي يقلع فيها عن مص إبهامه خلال فترة زمنية معينة (أسـبـوع مثلاً) أو قل عدد المرات التي يمص بها إبهامه في نفس الفترة يعطى الطفل جائزة معــنويـة أو مادية.